لا تصلح لمن لا يؤمن بمعجزة كونه إنساناً أودع الله سبحانه فيه أسرار الروح. وهو أمر طبيعي، بالنظر إلى أساليب التربية المتوارثة القائمة على التخويف والتسلط، والوعي الجمعي الذي يستهين بالإنسان ويقلل من شأنه منذ الطفولة الأولى.
وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
مثال: سيدة في أواخر الخمسينات من العمر تشتكي من حساسيتها الزائدة وعدم قدرتها على الدفاع عن حقوقها. تم في الجلسة تطبيق تقنية "خط الزمن" للرجوع إلى جذر المشكلة والموقف الأول الذي تكونت بسببه هذه البرمجة. وقد ذكرت السيدة في البداية أنها ربما لن تتذكر ما حدث لها بدقة، ولكنها تفاجأت أنها تذكرت موقفاً حدث لها عندما كانت طفلة صغيرة في عمر السنتين أو الثلاث سنوات ودخل والدها الغرفة وكان غاضباً من أمر ما، فصب غضبه عليها وأخذ منها غطاءها المفضل ومزقه بدون أن يبالي ببكاء الصغيرة وحزنها. وهكذا تبرمجت الفتاة أنها ليس لها الحق في امتلاك أشياء خاصة وأن ما تحصل عليه قابل للانتزاع منها، وأن مشاعرها أساساً غير مهمة.
تم بعد ذلك تطبيق تقنيات معينة ساعدت السيدة على التصالح مع الأب وتشافي الطفلة الصغيرة التي كانتها، ورفدها بموارد معينة لإعادة برمجتها على الثقة بالنفس والتحصن من الحساسية الزائدة.