06 Feb
06Feb

أسرار المراية

عندما نظرت اليوم إلى انعكاس صورتك في المرآة، هل لاحظت تلك الشعرة الزائدة في أنفك أو تلك البثرة المزعجة في منتصف الجبهة او ظهور تجاعيد جديدة أو ابيضاض المزيد من الشعر او انتفاخ تحت العينين؟

 هل انزعجت مما رأيت فقررت أن تفعل شيئاً لتحسين الوضع مثل نتف تلك الشعرة أو تطبيب تلك البثرة أو استخدام كريم لمكافحة التجاعيد... الخ؟

 عظيم، رائع وأهنئك لرعايتك لنفسك..

 طيب إذن لماذا لا تطبق الوصفة نفسها عندما يظهر لك إنسان في حياتك ويعكس لك صفاتك المزعجة التي تخبئها في داخلك- سواء كنت تدركها أو لا تدركها؟  دعني أوضح أكثر، قالت إحدى المسترشدات في جلسة تشافي: "ظهر لي في حياتي صديق وكان قاسياً، حاولت التفاهم معه لكنه بدون إحساس كالمراية".هذه المرأة نطقت بالحكمة من حيث لا تدري.. فهذا الشخص الذي وصفته بوعيها الجديد بالصديق عكس لها صفة القسوة في داخلها.

 وهو كالمرآة لن يتجاوب معها مهما حاولت التفاهم معه لأن مهمته محددة: أن يعكس لها صفاتها الدفينة حتى تدركها وتواجهها.

وقد تعلمت في حياتي ومن الأساتذة الأفاضل في علم البرمجة اللغوية العصبية والروحانيات، أن كل الناس الذين يظهرون في حياتك عبارة عن انعكاس لما يجري في عالمك الداخلي كالمرآة تماما.

فلو واجهت السيدة الحكيمة أعلاه صفة القسوة في داخلها لتغيرت معاملة ذلك "الصديق" نحو الأفضل أو رحل من عالمها لانتهاء مهمته. وهي اعترفت أنها كانت تقسو على نفسها كثيراً، بل وتجلد نفسها ليل نهار باللوم والشعور القوي بالعار من ذنوب قد لا يكون لها يد فيها. 

وعلى هذا الاساس، انظر إلى عالمك (مرآتك) وقل لي ماذا تجد؟ زوجة ترفضك؟ ستعرف فوراً أنك ترفض نفسك.

زوج يحتقرك؟ ستعرفين فوراً أنك لا تقيمين وزناً لنفسك.

حرب في مكان العمل؟ ستعرف فوراً أنك تعيش حرباً مع نفسك.

أولاد عاقون؟ ستعرف فوراً أنك غير بار بنفسك.

عليك ديون؟ ستعرف فوراً أن عندك شعوراً مزمناً بالعوز والقلة. أو أنك لا تنوي إيفاء الدين فتبقى عالقاً في فخه.

عندك أمراض؟ ستعرف فوراً أن عندك مقاومة للحياة وسخط.

صديقة منافقة؟ ستعرف فوراً أنك أنت المنافق بإقدامك على فعل أشياء لا توافق عليها في داخلك.

صديق متنمر؟ ستعرف فوراً أنك ضعيف الشخصية.

حبيب مطنش؟ ستعرفين فوراً أنك تطنشين نفسك وتعطين أهمية للآخرين أكثر مما تعطين أهمية لنفسك.

 علاقة مهينة؟ ستعرف فوراً أنك مصاب بتضخم في الإيغو، فصاحب الكبرياء الزائف يجلب دوماً من يعيده إلى جادة الصواب. 

علاوة على ما سبق، عندما قيل في الأمثال: "قل لي من تعاشر أقل لك من أنت" كانوا يقصدون كل كلمة بالحرف. فمن تعاشرهم انعكاس لحقيقتك الداخلية، وعلى الرغم من المعاناة التي يجلبونها معهم لكن هكذا هي المرآة الجيدة واضحة وصريحة ولا تخشى إظهار شوائبك.

هل تريد تخفيف معاناتك من أقرب الناس إليك؟ تفضل هذه #الوصفة_السحرية: اعتبر كل من هو في دائرتك بمثابة المرآة. الزوج، الأولاد، الصديق، الزميل، المعلم... كل شخص تتعامل معه وخاصة في الدائرة القريبة عبارة عن مرآة.

 والمرآة ليست مهمتها إلا أن تعكس صورة نفسك الحقيقية كما هي، فالنفس الحقيقية لا تضع #مكياج. وإذا أثارت هذه الكلمات شعور الامتعاض لديك فهذا يعني أن المرآة تعمل وأن عليك الآن البحث داخل نفسك أكثر بنية الإصلاح، ف "لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

 مع دعائي لنا جميعاً بالسلام والاطمئنان،

 وشكراً

#كتبت_لبنى_عامر 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.