20 Dec
20Dec

#روابط_أسرية أم قيود؟ "لن نذهب إلى الحفلة"

ظهر لي قبل قليل مقال لخبيرة تربوية تحكي فيه عن موقف تربوي مع ابنتها التي كانت ترغب كثيراً بالذهاب إلى حفلة أحد الأقرباء، وبعد أن أبدت الأم موافقتها عادت وسحبتها ومنعت الطفلة من الذهاب لأن أخاها مريض جداً وغير قادر على الذهاب إلى الحفلة معها.

 وبغض النظر عن أن الكاتبة اختارت أن تجعل التعليقات محدودة، فالمقال كان يتكلم بطريقة جميلة عن أهمية إعلاء قيمة الروابط الأسرية، وأسلوب الأم لإقناع ابنتها هو أيضا سلس وجميل ورايق.. 

ومن جمال السرد وبساطته، يقتنع القارئ، للوهلة الأولى، بالمبدأ.. ولكن هل يفكر أحد أن يمد نظره إلى الأمام بعد ١٠ او ١٥ سنة ليرى ماذا سيحل بالطفلة وبأخيها من حيث #العلاقة_الأخوية، وأين سيكون كل منهما في الحياة بتأثير هذا الموقف تحديداً؟؟؟؟

هل تعلم أن معظم المسترشدين والخاضعين لجلسات العلاج النفسي والتشافي يعانون لأن "#الروابط_الأسرية" من هذا النوع لا (وضع الف خط تحت كلمة لا)..لا تسمح لهم بالمضي قدماً في الحياة؟

 أخي غير متعلم.. أنا أيضا غير مسموح لي أن أكمل تعليمي.   

أخي فقير.. أنا أيضا غير مسموح لي أن أحسن وضعي المادي.. 

أخي تعيس.. أنا أيضا غير مسموح لي أن أعيش بسعادة.. 

*واستبدل هنا كلمة أخي بأي فرد من أفراد الأسرة وستبقى المعادلة هي نفسها.. 

وإليكم العهد اللاشعوري الذي يقطعه الطفل على نفسه في تلك اللحظة من الزمن: 

لن أسمح لنفسي أبداً أن أكون أفضل من أهلي.. إذا كنت أفضل منهم فلن أنتمي إليهم.. سينبذونني يمكن أن أحتمل أي شيء في العالم إلا أن أفقد انتمائي لأسرتي (قبيلتي).. 

هذا ما يدور في اللاوعي.. 

هذا ما يتحول إلى برمجتك المعيقة عندما تخرج من الطفولة وتدخل البلوغ.. 

هذا هو القيد الذي لا تراه ولكنك حتماً تشعر به وهو يشدك للأسفل أو يجذبك إلى الوراء. 

غني عن القول أني مع تقوية الروابط الاسرية، من خلال توطيد العلاقة بين الإخوة، وترسيخ الحب والاحترام، والمحافظة على الحدود بينهما فلا يتعدى أحدهما على الآخر ولا يسلب حقه.. 

لكن في موقف مثل المذكور أعلاه، من حق الفتاة أن تذهب للحفلة طالما هي راغبة وقادرة.. ومن حق الأخ أن يعرف أن الحياة ستستمر ولن تتوقف عنده.. ولا يجدر بأي أب أو أم أن يسلبا حق الفتى في تعلم هذه الحقيقة الحياتية المهمة، التي قد تقف حاجزاً كالطود بينه وبين إنشاء علاقات سليمة وصحية في المستقبل- ليس مع أخته المحرومة بسببه وحسب، بل مع زملائه وأصدقائه وحبيبته وأبنائه وبائع الخضار اللي تحت بيتهم و و .. 

انتبهوا رجاء من البرمجة الخطيرة الناجمة عن هذه الإيديولوجية التربوية: "إذا أنا ما عندي، أنت أيضاً يجب أن لا يكون عندك".. وأكبر وأحدث مثال، #ترند فيديو البنت المصرية التي وثقت كيف يدخل أبوها الحنون عليها يومياً ويحييها ويجلب لها البسكوت والشكولاطة مع ابتسامة عريضة وعفوية..

 آلاف التعليقات أجمعت على انه لا يجوز نشر فيديوهات كهذه لان هناك مئات الآلاف من المحرومين والفاقدين لحنان الأب، ممن قد تلتهب مشاعرهم وتتفتح جروح طفولتهم من جديد لمرأى أب "طبيعي" يتعامل مع ابنته بشكل سليم.

 أعلم أني استفضت بالموضوع، لكن لأهميته البالغة ويمكنني أن أكتب عشر صفحات ولا أفيه حقه... لذلك سأختصر

إن كنت تعاني من مواقف مشابهة للمذكور أعلاه.. فهي إذن جزء من تجربتك كروح تعيش كإنسان على كوكبنا الجميل.. ولا تحزن كثيراً، فالتغيير ممكن والتشافي ممكن ونسختك الافضل تنتظرك في المستقبل القريب.. فإن كنت قد نويت وقررت التخلي عن نسختك القديمة، وصرت جاهزاً لتلقي المساعدة الاحترافية في رحلة التغيير الإيجابي، تواصل معي لحجز موعدك الأول اليوم.. ماذا تنتظر؟

وشكراً

#كتبت_لبنى_عامر #برمجة_لغوية_عصبية_تحويلية #استشارات_نفسية #تشافي #الطفل_الداخلي 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.